الدكتور عبد الواسع العاقل؛رحلة من جبلٍ يلامس السحاب… إلى قمة الطب والإنسانية

من سفوح جبل حبشي في تعز، حيث تبدأ الحكايات بوهج الفجر وتكبر الأحلام وسط حجارة الأودية وهدوء القرى… وُلد الدكتور عبدالواسع العاقل في 25 ديسمبر 1968 ليحمل معه قدراً مختلفاً، كأن الجبل أودع في روحه صلابة صخره ونقاء هوائه، ليكون اسماً سيصنع أثره بعيداً عن حدود المكان.
كبر الدكتور بين طرقات مدرسة السرور، يحمل شغفاً مبكراً بالعلم… شغفاً لا يشبع. بل وانبثقت منه قريحة الشعر والأدب، وكل مرحلة دراسية كانت سلّماً يصعده بثبات وطموح.
واصل دراسته الإعدادية ثم الثانوية حتى أصبح من أوائل طلاب تعز، ليفتح له تفوقه باب الابتعاث إلى رومانيا حيث درس الطب ونال البكالوريوس بامتياز مع مرتبة الشرف، مُكرَّماً من جامعة تيميشوا.
عاد إلى وطنه وهو يحمل حلم خدمة الناس قبل أن يحمل لقب "طبيب". بدأ طبيباً عاماً في المستشفى الجمهوري بتعز، ثم أسّس مستشفى ابن سينا الخيري، لأن قلبه لم ينسَ معنى أن يأتي من الريف… من الناس البسطاء… من الأماكن التي تحتاج أكثر مما تطلب.
لكن رحلته لم تتوقف هنا… سافر إلى مصر ليكمل دراساته العليا، فنال الماجستير ثم الدكتوراه بامتياز مع مرتبة الشرف من جامعة عين شمس، وحظي بتكريمين تقديراً لتفوقه العلمي. عاد بعدها ليبدأ فصلًا جديداً من مسيرته كأستاذ جامعي ومحاضر في تخصص الأذن والأنف والحنجرة منذ 2007 وحتى اليوم.
كما أصبح استشارياً ورئيساً لقسم الأذن والأنف والحنجرة في مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا، واستشارياً زائراً في مستشفيات داخل اليمن وخارجها، من بينها مدينة الملك عبدالله الطبية في مكة المكرمة، وهو ما وضع اسمه في قائمة أبرز الاستشاريين على مستوى اليمن والمنطقة.
ومع كل ذلك، ظل العمل الإنساني جزءاً لا ينفصل عن روحه. شارك في المخيمات الجراحية في صنعاء وعمران وإب وشبوة وسيئون، وبدأ نشاطه التطوعي منذ أيام دراسته في رومانيا حين أسهم في بناء مراكز إسلامية وترجمة كتب للمسلمين هناك.
وفي عام 2015 اكتملت ملامح الحلم عندما أسس مستشفى العاقل التخصصي؛ صرحٌ طبي بُني على قيم واضحة: الإنسانية، الأمانة، والتميّز. لم يكن مجرد مستشفى… بل رؤية أراد لها أن ترفع مستوى طب الأذن والأنف والحنجرة في اليمن، وأن تمنح المريض رعاية تليق بكرامته. ورغم علمه الغزير ومسيرته الممتدة، ظل يحمل في قلبه وفاءً لكل من أثروا في حياته: والده الذي علّمه المثابرة، وأساتذته الذين صقلوا مهنته، والمرضى الذين صنعوا رسالته.
اليوم… حين تُروى سيرة الدكتور عبدالواسع العاقل، فهي لا تُروى كسيرة طبيب فحسب، بل كحكاية إنسان خرج من ريفٍ بسيط، وحمل حلماً نما معه حتى ارتقى به إلى الصف الأول بين استشاريي اليمن والمنطقة. رحلة تثبت أن الطريق من الجبل إلى القمة ليس بعيداً… ما دام القلب مملوءاً بالعزيمة، والعقل مشغولاً بصناعة أثرٍ لا يُنسى.
فيديوهات
التعليقات (1)
serious sas
منذ 3 أسابيع
الدكتور عبد الواسع العاقل دكتور ممتاز جدا الشكر الجزيل له